بحسب وكالة "حوزه" من طهران، قال حجة الإسلام و المسلمين كاظم صديقي، في خطبتي صلاة الجمعة اليوم (۱۹ بهمن) في مصلى الإمام الخميني (ره): إن الله تعالى في القرآن الكريم يتحدث عن مسألة التقوى في فضاء واسع، و كأن كل شيء مرتبط بالتقوى، و إذا لم تكن التقوى، فإن أي عمل صالح لا يُقبل أمام الله تعالى.
و أشار إلى أيام شهر شعبان المبارك، و قال: شعبان هو الشهر الذي يفتح لنا فيه ممر ليلة القدر، و هي الليلة التي سيظهر فيها شمس العدالة العالمية و المحبّة و الإصلاح في العالم، الإمام صاحب الزمان (عليه السلام)؛ منتصف شعبان هو ليلة إحياء، و حسب بعض الروايات هي ليلة القدر.
كما أكد إمام الجمعة المؤقت في طهران قائلاً: إن المذهب الوحيد الذي يدعي و يملك الدليل العقلي و النقلي على أن وجود المنقذ أمر قطعي وحي، هو مذهب الشيعة و الثورة الإسلامية. الله تعالى جعل لكل أمة شاهداً، و شاهد أمتنا هو حضور الإمام صاحب الزمان (عليه السلام). و لكن ما زال الـ ۳۱۳ مدبراً دولياً الذين يحتاجهم الإمام (عليه السلام) لم يظهروا بعد، و هذا هو السبب في غيبة الإمام عن أعين الناس. أولئك الذين يتبعون الغرب و يعشقون الدنيا هم من يعيقون ظهور الإمام (عليه السلام)، لأنهم لا يستمعون حتى لنائب الإمام. الإمام صاحب الزمان يريد المحبة، و لن يظهر حتى تنصهر القلوب في محبته.
أكد خطيب الجمعة في طهران قائلاً: المحبة للمنقذ العالمي و المصلح هي جزء من فطرة البشر، مثلما أن السعي إلى الله هو فطرة أيضاً.
و تابع قائلاً: السعي للكمال و الأمن هما رغبتان فطريتان للبشرية؛ و هما غير مربوطين بالزمان و المكان. البشر عطشى للأمن، و الأمن العالمي سيجسد في حضور سيدنا و ولينا، لكن من جهة أخرى، فإن المادة لن تُرضي البشر، فكلما زادت الإمكانيات، زادت المشاكل الروحية و الحروب و الاضطرابات، فقط ذكر الله هو ما يريح البشر، و الإمام صاحب الزمان هو "ذكر الله" و ينبوع الراحة الذي ينشده البشر.
في الجزء الثاني من خطبتي صلاة الجمعة هذا الأسبوع في طهران، أضاف: القرآن الكريم يعزز ثقافة التوحيد التي تؤكد أننا لا نرى كل المشاكل في الفعل و الأنشطة المادية فقط. إذا تجاوزنا الجدران السميكة للأنانية و المادية و الميول الطبيعية و الحيوانية، ستظهر لنا منافذ من الغيب، و هذه هي يد القدرة التي حافظت على ثورتنا منذ البداية.
و أضاف: إذا اعتبرنا الأحكام الإلهية كنسخة لإنقاذ حياتنا، فإن الله سيعطينا التمييز، و هكذا في حربنا المعرفية، فإن كل هذا الحجم من الدعاية المعادية لا يؤثر فينا.
و أشار حجة الإسلام و المسلمين صديقي إلى الذكرى العزيزة لثورة الإسلام، و قال: ثورتنا الإسلامية ليست مجرد حقيقة تاريخية، فهي مثل عاشوراء، درس دائم للأمة، و نبع متجدد، و شجرة طيبة. كان شعبنا تحت سيطرة الملكية و عبادة الملك، و كان يقول "لا يمكننا"، و لكن مع قدوم الإمام، حدث التحول و التجديد.
و أوضح أن التحول هو أهم إنجاز لثورة إيران الإسلامية، و قال: مبعث هذا التحول كان نفس الإمام الخميني (ره)، و ثورتنا تشبه بعثة الأنبياء و هي من نوع المهمة الإلهية.
و أضاف خطيب صلاة الجمعة في طهران قائلاً: الحكومة الولائية هي السمة الرئيسية للثورة الإسلامية التي دمجت بين الجمهورية و الإسلامية، و في رأسها الإمام صاحب الزمان (عليه السلام). و تابع قائلاً: كما أن هذه القوة الوطنية و الجمهورية تستمد قوتها من روح الإمام صاحب الزمان و من بُعد ولاية الفقيه في المجتمع، فإن قوة ولاية الفقيه أيضاً تستند إلى حضور الشعب.
و شدد في حديثه قائلاً: هذه القوة مختلفة عن الحكومات الجمهورية أو الملكية، و مبنية على القوة الإلهية و العالية، و الشعب في هذه الحكومة ينخرط بشكل فطري تحت راية ولاية الفقيه.
و أشار حجة الإسلام و المسلمين صديقي قائلاً: شعب إيران أعلن من البداية أننا لا نريد الحرب مع أي دولة و لن نطلق حتى رصاصة واحدة، لكن إذا اعتدت علينا أي دولة، سنقف حتى الموت و نجعل العدو يندم على فعلته.
الحكومة الولائية هي السمة الأساسية للثورة الإسلامية التي دمجت بين الجمهورية و الإسلامية، و رأسها الإمام الصاحب الزمان (عليه السلام).
إِنَّ هذه القوة تختلف عن حكومات الجمهورية أو الملكية، و أساس وجودها يعتمد على القوة الإلهية و العروشية، و يكون الشعب في هذه الحكومة بشكل فطري تحت لواء ولاية الفقيه.
قال خطيب الجمعة في طهران: لقد تألقّت الثورة الإسلامية في بدايتها، و لم تكن مثل حركة النفط أو التبغ التي يقدم فيها المؤمنون دماءهم، و يقودها أخلص علماء الدين، و لكن النتيجة يستولي عليها آخرون. الإمام بدأ الثورة مع الشعب، و لم يسمح لهم بالخروج من الساحة، و ألقى على عاتقهم مسؤولية حماية الثورة، و هكذا في هذه ال ـ۴۶ سنة لم ينسَ الشعب أهداف الثورة، و لم يضعف ارتباطهم بالهرم القيادي، أي نائب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
و أضاف حجّة الإسلام و المسلمين صديقي بمناسبة ۲۲ بهمن، ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المجيدة: هذا اليوم هو تجديد البيعة مع الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، و الحمد لله يُحتفل به كل عام بشكل أبهى من السابق. ثورتنا هي علامة على الحياة، و الوفاء، و البصيرة، و القوة الفكرية، و كون الشعب هو صاحب الثورة، شعبي الذي خرج سنويًا ليضرب بقبضة قوية على وجه أعداء هذا الوطن.
و فيما يتعلق بالتهديدات الأخيرة للرئيس الأمريكي الجديد، قال: ترامب يهدد و يتوعد بتقليص القوة النووية، و القدرة الصاروخية، و النفوذ الإقليمي لإيران، و لكن عليه أن يعلم أنه كما أخطأ الأوائل في حساباتهم، و دُفنت أحلامهم في القبور، سيحمل هؤلاء أيضًا نفس المصير.
وصف إمام الجمعة المؤقت في طهران القوة الجوية بأنها قوة بطولية و جذرية، قائلاً: هم أولئك الذين قدموا بكل قوة و شجاعة في حضرة الإمام الخميني (قدس سره) و هم يرتدون الزي العسكري، لم يكن حضورهم مجرد حضور، بل كان إعلانًا لجريان باقٍ، و كان ذلك اليوم بداية العمل، حيث حمل هؤلاء الأبطال أرواحهم على أكفهم، و لم يتركوا الميدان، و اليوم بعد ۴۶ سنة، لا توجد دولة قادرة على مهاجمتنا، إلا إذا سمح شعبنا، هل سنترك هذه التفاهات بدون رد؟
و ختم بالقول: سيظهر الشعب الإيراني بحضوره العظيم و غير المسبوق أن ترامب و من يسير على دربه قد فشلوا، و سيفشلون هذه المرة أيضًا بشكل أسرع. لذا، لا أدري لماذا يتحدث البعض بهذه الطريقة بدون اعتبار بعد تجربة التفاوض مع أمريكا.
تعليقك